الاستثمار في الإنسان

  • الاستثمار في الإنسان
  • الاستثمار في الإنسان
  • الاستثمار في الإنسان

الخطبة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، خلق الإنسان من طين ونفخ فيه من روحه العلية، فأثمرت تلك النفخة الإلهية؛ مواهب وقدرات سخية، صنع بها البشر الحضارات، وغاضوا في أعماق الذرات، وطاروا إلى أعلى السماوات.

والصلاة والسلام على أعظم المربين، وقدوة الأساتذة والمعلمين، لم يكن همه تشييد المباني الفارهات، بل بناءُ الإنسان ليحقق البطولات والمعجزات.

نعم، لقد كان رسولنا ص يهتم اهتماما بالغا بمواهب أصحابه، ويحفزهم لتنميتها واستثمارها فيما ينفعهم وينفع الإسلام، وكان يُعلِّمهم أن ذلك قانونٌ من قوانين الحضارة والتمكين. فقد روت كتب السنة قصة مهمة تتعلق بأصحاب الأخدود الذين ذكرهم الله في سورة البروج؛ لكن مغزى تلك القصة هو الوعي بقيمة الإنسان.

روى صهيب أن النبي قال: "كَانَ مَلِكٌ مِنَ الْمُلُوكِ، وَكَانَ لِذَلِكَ الْمَلِكِ كَاهِنٌ يَكْهَنُ لَهُ، فَقَالَ الكَاهِنُ: انْظُرُوا لِي غُلاَمًا فَهِمًا، فطنًا، لَقِنًا، فَأُعَلِّمَهُ عِلْمِي هَذَا، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ أَمُوتَ فَيَنْقَطِعَ مِنْكُمْ هَذَا العِلْمُ، وَلاَ يَكُونَ فِيكُمْ مَنْ يَعْلَمُهُ. فَنَظَرُوا لَهُ عَلَى مَا وَصَفَ، فَأَمَرُوهُ أَنْ يَحْضُرَ ذَلِكَ الكَاهِنَ، .... وَكَانَ عَلَى طَرِيقِ الغُلاَمِ رَاهِبٌ فِي صَوْمَعَةٍ، قَالَ مَعْمَرٌ: أَحْسِبُ أَنَّ أَصْحَابَ الصَّوَامِعِ كَانُوا يَوْمَئِذٍ مُسْلِمِينَ، قَالَ: فَجَعَلَ الغُلاَمُ يَسْأَلُ ذَلِكَ الرَّاهِبَ كُلَّمَا مَرَّ بِهِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَخْبَرَهُ، فَقَالَ: إِنَّمَا أَعْبُدُ اللَّهَ. ... قَالَ: فَبَيْنَمَا الغُلاَمُ عَلَى ذَلِكَ إِذْ مَرَّ بِجَمَاعَةٍ مِنَ النَّاسِ كَثِيرٍ قَدْ حَبَسَتْهُمْ دَابَّةٌ، .... قَالَ: فَأَخَذَ الغُلاَمُ حَجَرًا فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ مَا يَقُولُ الرَّاهِبُ حَقًّا فَأَسْأَلُكَ أَنْ أَقْتُلَهَا. قَالَ: ثُمَّ رَمَى فَقَتَلَ الدَّابَّةَ. ... فَفَزِعَ النَّاسُ وَقَالُوا: لَقَدْ عَلِمَ هَذَا الغُلاَمُ عِلْمًا لَمْ يَعْلَمْهُ أَحَدٌ. قَالَ: فَسَمِعَ بِهِ أَعْمَى، فَقَالَ لَهُ: إِنْ أَنْتَ رَدَدْتَ بَصَرِي فَلَكَ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: لاَ أُرِيدُ مِنْكَ هَذَا، وَلَكِنْ أَرَأَيْتَ إِنْ رَجَعَ إِلَيْكَ بَصَرُكَ، أَتُؤْمِنُ بِالَّذِي رَدَّهُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَدَعَا اللَّهَ فَرَدَّ عَلَيْهِ بَصَرَهُ، فَآمَنَ الأَعْمَى، فَبَلَغَ الْمَلِكَ أَمْرُهُمْ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ، فَأُتِيَ بِهِمْ، فَقَالَ: لأَقْتُلَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ قِتْلَةً لاَ أَقْتُلُ بِهَا صَاحِبَهُ، فَأَمَرَ بِالرَّاهِبِ وَالرَّجُلِ الَّذِي كَانَ أَعْمَى فَوَضَعَ الْمِنْشَارَ عَلَى مَفْرِقِ أَحَدِهِمَا فَقَتَلَهُ، وَقَتَلَ الآخَرَ بِقِتْلَةٍ أُخْرَى. ثُمَّ أَمَرَ بِالغُلاَمِ، فَقَالَ: انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا فَأَلْقُوهُ مِنْ رَأْسِهِ، فَانْطَلَقُوا بِهِ إِلَى ذَلِكَ الجَبَلِ، فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى ذَلِكَ الْمَكَانِ الَّذِي أَرَادُوا أَنْ يُلْقُوهُ مِنْهُ جَعَلُوا يَتَهَافَتُونَ مِنْ ذَلِكَ الجَبَلِ وَيَتَرَدَّوْنَ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إِلاَّ الغُلاَمُ. ثُمَّ رَجَعَ (الغلام)، فَأَمَرَ بِهِ الْمَلِكُ أَنْ يَنْطَلِقُوا بِهِ إِلَى البَحْرِ فَيُلْقُونَهُ فِيهِ، فَانْطُلِقَ بِهِ إِلَى البَحْرِ، فَغَرَّقَ اللَّهُ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ وَأَنْجَاهُ، فَقَالَ الغُلاَمُ لِلْمَلِكِ: إِنَّكَ لاَ تَقْتُلُنِي حَتَّى تَصْلُبَنِي وَتَرْمِيَنِي وَتَقُولَ إِذَا رَمَيْتَنِي: بِسْمِ اللهِ رَبِّ هَذَا الغُلاَمِ. فَأَمَرَ بِهِ، فَصُلِبَ، ثُمَّ رَمَاهُ، فَقَالَ: بِسْمِ اللهِ رَبِّ هَذَا الغُلاَمِ... (ورماه بالسهم فـ)مَاتَ، فَقَالَ أُنَاسٌ: لَقَدْ عَلِمَ هَذَا الغُلاَمُ عِلْمًا مَا عَلِمَهُ أَحَدٌ، فَإِنَّا نُؤْمِنُ بِرَبِّ هَذَا الغُلاَمِ. فَقِيلَ لِلْمَلِكِ أَجَزِعْتَ أَنْ خَالَفَكَ ثَلاَثَةٌ، فَهَذَا العَالَمُ كُلُّهُمْ قَدْ خَالَفُوكَ. فَخَدَّ أُخْدُودًا ثُمَّ أَلْقَى فِيهَا الحَطَبَ وَالنَّارَ، ثُمَّ جَمَعَ النَّاسَ. فَقَالَ: مَنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ تَرَكْنَاهُ، وَمَنْ لَمْ يَرْجِعْ أَلْقَيْنَاهُ فِي هَذِهِ النَّارِ، فَجَعَلَ يُلْقِيهِمْ فِي تِلْكَ الأُخْدُودِ.: يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِيهِ: "قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الوَقُودِ" حَتَّى بَلَغَ "العَزِيزِ الحَمِيدِ" [رواه الترمذي، وصححه الألباني]

انظروا –رحمكم الله- كيف تمكن غلام واحد من إدخال مملكة كاملة في الدين الحق؛ فهذا نموذج نبوي يبين أن للإنسان قدراتٍ هائلةً، ومواهبَ عظيمة، والأمثلة في التاريخ والواقع كثيرة. لكن تلك الطاقاتِ الإنسانيةَ لا يتفجر ينبوعها، ولا يُستفاد منها إلا إذا لَقيت الرعاية والاهتمام، والتكوين والتحفيز والتشجيع، وبُذل من أجلها الأوقاتُ والأموالُ بسخاء وكرم.

أيها الإخوة المؤمنون:

إن الناظر في التاريخ والواقع ليجد أن المجتمعاتِ والدولَ والحضاراتِ القوية؛ ما كان ليكتب لها البقاء والتمكين، إلا بالاهتمام الشديد بالتربية والتعليم، وتوفير بيئةٍ تعليمية مشوقة للتعلم والتفكير والإبداع، بيئةُ تستقطب أصحاب القدرات العالية، وتوفر لهم كل الوسائل المساعدة على صقل مواهبهم وتطويرها واستثمارها.

يذكر  الدكتور أحمد زويل أنه التقى رئيسة إيرلندا التي حققت لدولتها قفزة كبيرة وتطورا عظيما في زمن قصير، فسألها عن سر ذلك التطور المفاجئ، فأجابت بثلاث كلمات: التعليم، التعليم، التعليم.

أيها المؤمنون:

لا يخفى علينا أننا نعيش في عالم يحكمه قانون الغاب، القوي يأكل الضعيف، فكل أمة لا تسعى إلى امتلاك عناصر القوة لتحمي نفسها، ستكون عرضة لاعتداء الأقوياء عليها. ولا عزاء للكسالى، فقد جعل الله لقوة الأمم قوانينَ بعضها يتعلق بعالم الغيب، كتقوى الله ونصرة دينه، وبعضها يتعلق بعالم الشهادة، ومن أهمها الاستثمار الحقيقي في الإنسان.

أيها المسلمون:

نحمد الله تعالى على الدخول المدرسي الجديد، ونتساءل بالمناسبة: ما مستوى التربية الذي يتلقاها فلذات أكبادنا في البيوت وفي المدارس؟ ما مستوى التعليم الذي نقدمه لجيل المستقبل وأمل الأمة؟ هل هي تربية صحيحة متوازنة تصنع جيلا يحقق العبودية لله، ويرفع راية الإسلام، وينشر العدل والرحمة في العالمين، ويعمر الأرض بالعمل والاكتشافات المفيدة؟ هل نحن نستثمر في الإنسان أم في البنيان؟

لا ريب أن مجهوداتٍ عظيمةً يبذلها رجال التربية والتعليم، أساتذةً وإداريين ومسؤولي جمعياتِ أولياء التلاميذ، ومن يساندهم بالنفس والمال من أهل الفضل والإحسان، نسأل الله تعالى أن يرزقهم الإخلاص والصواب، وأن يتقبل مجهوداتهم ويبارك في أعمارهم وأموالهم وذرياتهم، ويجزيهم خير الجزاء في الدنيا والآخرة، إنه سميع قريب مجيب.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه، إنه كان للتوابين غفورا.

 

الخطبة الثانية:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونومن به ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إلاه إلا الله، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، أما بعد:

أيها المؤمنون:

لا شك أن بعضا منا أدركوا أهمية الإنفاق على العلم فبذلوا أموالهم بسخاء فيه، لكن الكثير لا يزالون دون المستوى المطلوب؛ والدليل على ذلك ما يأتي:

أولا: بعض الآباء يعتقدون أن مسؤوليتَهم تنحصر في توفير المأكل والمشرب والمسكن وأدوات الدراسة لأبنائهم، أما التربيةُ والتعليمُ فهما من مسؤوليات المدارس والمساجد والأندية الثقافية والجمعيات الشبابية. وهذا خطأ عظيم، فأنت أيها الأب مسؤول عن أبنائك في كل شيء، ويجب أن تنظر إلى المؤسسات التربوية بعين الامتنان، وتذكر فضلها وتقف معها وتدعمها، لأنها ساعدتك في القيام بواجبك.

ثانيا: كثير من الناس يُنفقون أموالهم دون حساب عندما يتعلق الأمر بالمأكل والمشرب واللباس والبناء واقتناء السيارات الفارهة، وقضاء العطل مع الأهل أو الأصدقاء، لكن عندما يتعلق الأمر بدراسة أبنائهم، أو الإنفاق في مشاريع الخير؛ يتأخرون ويتذرعون بغلاء الأسعار وصعوبة المعيشة وما إلى ذلك. ونفس الشيء يقال عن بعض مسؤولي المؤسسات الخيرية الذين يبذلون الملايير لبناء الهياكل وتزيينها، لكن عندما يتعلق الأمر بتحسين ظروف الموظفين يتذرعون بأن الميزانية لا تسمح.

ثالثا: بعض الناس يتذمرون من دفع الاشتراكات الدراسية لأبنائهم، مع أنها لا تغطي إلا نسبة قليلة من المصاريف الباهظة التي تثقل كواهل القائمين على مدارسنا.

ولتعلموا رحمكم الله أن هذه الاشتراكات كلما زادت كلما حققت فائدتين كبيرتين: الأولى: أنها تشعر المتعلم ووليه أن للعلم ثمنا؛ يدفعهما إلى الاهتمام والمتابعة والحرص. أما الفائدة الثانية فهي مساعدة المدارس على توفير مستوى تعليمي جيد، وإطار تربوي كفئ.

رابعا: بعض المحسنين –تقبل الله منهم وعفا عنهم- عندما يتبرعون للمؤسسات الخيرية، يشترطون عليها أن تضع تلك الأموال في البناء لا غير. يحدث هذا في زمن تتنافس فيه المؤسسات الواعية تنافسا شديدا على استقطاب أفضل الطاقات البشرية، وتوفير أفضل بيئة للعمل والتفوق والإبداع.

خامسا: كثيرا ما نقول: إن المدارسَ الحرةَ قلعةٌ حصينة من قلاع حضارتنا، بل إنها حجرُ الأساس، ومركزُ القوة في مجتمعنا، وكثيرا ما نتبجح بمنجزاتها، ونعدد مفاخرها ونتائجها، لكن هل قمنا بالواجب في حقها، وفي حق رجال الخفاء؛ الذين بذلوا أعمارهم لتربية أبنائنا فيها؟ إن تقصيرنا عظيم في حقهم؛ فكثير من أولائك الأفذاذ لا يزالون يتقاضون رواتب لا تليق بمقامهم وبجهودهم، ويعيشون ظروفا مادية صعبة، ويضطرون إما إلى ترك مناصبهم، أو مزاولة أعمال موازية، أو يُسيلون ماء وجوههم ويبذلون كرامتهم ليطلبوا الزكوات والصدقات كلما ألمت بهم الظروف. بل إن بعض الناس يستغربون عندما يرون معلما يعيش حياة كريمة؛ وكأنما كتب عليه أن يعيش فقيرا مسكينا، يقتات من صدقات المحسنين.

أهذا جزاء من علمنا وربانا وغرس العقيدة الصحيحة فينا؟ أهكذا نشكر من ضحى بالنفس والنفيس ليصنع منا شخصية متوازنة يندر وجودها في عصرنا؟ أهؤلاء هم الذين نعول عليهم لإخراج جيل الكرامة والاستقامة والأصالة والفاعلية؟

أيها الآباء الكرام

إن أبناءكم نعمةٌ عظيمة من الله؛ فتذكروا من حُرم هذه النعمة، واشكروا الله عليها، واعتبروا أبناءكم مشاريع استثمارية حقيقية، تبذلون من أجلهم الأوقات والأموال كما تفعلون في مشاريعكم التجارية والصناعية...، ولا شك أن التربيةَ مهمةٌ صعبة، تحتاج إلى صبر عظيم، وحكمة كبيرة، ونفس طويل؛ لكنكم –بإذن الله- ستفاجؤون بالمواهب الجبارة التي حبى الله بها أبناءكم، وستنعمون بحصاد ما زرعتم، عندما تجدون أنكم قدمتم لأنفسكم ولأمتكم أبناءَ بررة، هم فخر لكم في الدنيا، ومصدرا للدعوات الصالحات تتنزل نورا وضياء عليكم في قبوركم.

 

 

أيها المحسنون الكرماء:

إن أموالكم رزق من الله استخلفكم فيها؛ لينظر كيف تعملون، تذكروا أنكم ستقفون بين يدي العزيز الجبار، يوم لا ينفع مال ولا بنون، ليسألكم عن أموالكم من أين اكتسبتموها، وفيما أنفقتموها. فارحموا أنفسكم عباد الله، واشتروا الجنة بإحسانكم، فإن سلعة الله غالية، ابذلوا صدقاتكم ووصاياكم للمؤسسات التربوية خاصة، فمصاريفها وأعباؤها تفوق بأضعاف ما تحتاجه المؤسسات الخيرية الأخرى.

أيها المسؤولون على مؤسساتنا الخيرية:

إنكم في ثَغر مهم من ثغور الأمة، وإنكم –بلا شك- تقدمون تضحياتٍ عظيمةً لخدمة عبادة الله ونصرة دينه، فاعلموا أنكم مسؤولون عن أموال الأمة، وإنها لمسؤولية عظيمة خطيرة، فاستثمروا تلك الأموال في بناء البشر قبل الحجر، إلا ما كانت الحاجة ماسة إليه.

أيها المسلمون:

لنتعاون جميعا على نشر الوعي بأهمية التعليم وضرورة الاهتمام به والاستثمار فيه، لكي نستفيد من قدراتنا البشرية، وإلا سيستقطبهم من يهتم بهم، ويوفر لهم الظروف اللائقة بهم، وسنندم على التفريط في زمن الحرث، ولات ساعة مندم.

 

اللهم إنك قلت –وقولك الحق المبين-: "ادعوني أستجب لكم" فاللهم إنا نسألك في هذا اليوم المبارك، وفي هذه الساعة المباركة، فلا تطردنا عن جنابك، فإن طردتنا فإنه لا حول لنا ولا قوة إلا بك

اللهم إنا نسألك مسألة الخائفين، ونبتهل إليك ابتهال المذنبين، ابتهال ودعاء من خضعت لك رقابهم، ورغمت لك أنوفهم.

اللهم احفظ كل من بذل وقته أو ماله لتربيتنا وتعليمنا، اللهم اجزهم خير الجزاء على ما قدموا لنا، اللهم متعهم بالصحة والعافية، اللهم وسع أرزاقهم وبارك في أعمار الأحياء منهم، وارحم من مات منهم، اللهم أكرم نزلهم ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس, اللهم انقلهم من ضيق اللحود ومراتع الدود إلى جناتك جنات الخلود، في سدر مخضود، وطلح منضود، وظل ممدود، يا كريم يا ودود.

اللهم اجمعنا بهم على سرر متقابلين، في جناتك جنات النعيم.

"إنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

خطبة جمعة ألقاها الأستاذ بمسجد أوجرينت يوم 26 ذو الحجة 1436هـ/ 09 أكتوبر 2015

لايوجد تعليقات

أضف تعليقا للموضوع : الاستثمار في الإنسان