حافظ على صلاتك

  • حافظ على صلاتك

حافظ على صلاتك

الخطبة الأولى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أمَّا بعدُ:

للصلاة في دين الإسلام أهمية عظيمة، ومما يدل على ذلك ما يلي:

أنها الركن الثاني من أركان الإسلام، وأنها أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة، فإن قُبِلت قُبِل سائر العمل، وإن رُدَّت رُدَّ، وأنها علامة مميزة للمؤمنين المتقين، كما قال تعالى:) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ([البقرة:3]، وأن من حفظها حفظ دينه، ومن ضّيعها فهو لما سواها أضيع، وأن قدْرَ الإسلام في قلب الإنسان كقدر الصلاة في قلبه، وحظَّه في الإسلام على قدر حظه من الصلاة، وهي علامة محبة العبد لربه وتقديره لنعمه، وأن الله عز وجل أمر بالمحافظة عليها في السفر والحضر، والسلم والحرب، وفي حال الصحة والمرض، وأن النصوص صرحت بكفر تاركها، قال e:) ليس بين العبد والكفر إلا تركه الصلاة(.

أيها الإخوة المؤمنون: كثير من المسلمين يتركون الصلاة أو يتهاونون في أدائها وهم غافلون عن ثمراتها ودورها في حياتهم العاجلة والآجلة، ومن ثمرات المحافظة على الصلاة وأدائها بالطريقة الشرعية ما يلي:

  1. أن المحافظة عليها سبب لقبول سائر الأعمال، وهي سلامة من الاتصاف بصفات المنافقين.
  2. الصلاة قرة للعين، كما قال المصطفى e حين قال:) ... وجعلت قرة عيني في الصلاة(.
  3. ومن ثمراتها تفريج القلب، وتقويته وانشراحه وتنويره.
  4. الانزجار عن الفحشاء والمنكر مصداقا لقوله تعالى:)اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ([العنكبوت:45].
  5. وللصلاة تأثير في دفع شرور الدنيا والآخرة، لاسيما إذا أعطيت حقَّها من التكميل ظاهراً وباطناً، فما استُدفعت شرورُ الدنيا والآخرة بمثل الصلاة؛ ولا استجلبت مصالحُ الدنيا والآخرة بمثل الصلاة؛ لأنها صلة بين العبد وربه، وعلى قدر صلة العبد بربه تنفتح له الخيرات، وتنقطع -أو تقل- عنه الشرور والآفات، وما ابتلي رجلان بعاهة أو مصيبة أو مرض واحد إلا كان حظ المصلي منها أقلَّ وعاقبتُه أسلم.
  6. كما أن الصلاة سبب لاستسهال الصعاب، وتحمل المشاق؛ فحينما تتأزم الأمور وتضيق، وتبلغ القلوبُ الحناجر، يجد الصادقون قيمة الصلاة خاشعة؛ وحسنَ تأثيرها وبركةَ نتائجها، فقد كان رسول الله e إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة وفي رواية إذا حزنه أمر، ويُصدّق ذلك قولُ الله تعالى:)وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ([البقرة:45]، وقال أيضا:)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ([البقرة:153].
  7.  وهي سبب لتكفير السيئات، ورفع الدرجات، وزيادة الحسنات، والقرب من رب الأرض والسماوات، قال تعالى:)وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ([هود:114].
  8. الصلاة سبب لحسن الخلق، وطلاقة الوجه، وطيب النفس، وعلو الهمة، وسمو النفس وترفعها عن الدنايا، وهي المدد الروحي الذي لا ينقطع، والزاد المعنوي الذي لا ينضب.
  9. الصلاة أعظم غذاء وسقي لشجرة الأيمان، فالصلاة تثبت الإيمان وتنميه، قال تعالى:)وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ([التوبة:71].
  10. المحافظة عليها تقوي رغبة الإنسان في فعل الخيرات، وتسهل عليه فعل الطاعات، وتذهب -أو تضعف- دواعيَ الشر والمعاصي في نفسه، وهذا أمر مشاهد محسوس؛ فإنك لا تجد محافظاً على الصلاة – فروضِها ونوافِلها- إلا وجدت تأثير ذلك في بقية أعماله.
  11. ومن فوائدها: الثبات عند الفتن؛ فالمحافظون عليها أثبت الناس عند الفتن.
  12.  ومن ثمرات الصلاة أنها رافعة لأمراض القلوب، فلم يبرئ الله أحداً من خلقه من هذه الأمراض، وهي الجزع عند المصائب، والمنع عند حصول الخير إلا المصلين خاصة، قال تعالى:)إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً  وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً إِلَّا الْمُصَلِّينَ( [سورة المعارج: 19-22]، فهي رافعة لأمراض القلوب وأدواء النفس الكثيرة، كالبخل، والشح، والحسد، والهلع، والجزع، وغيرها.
  13.  ومن فوائدها الطبّية: ما فيها من الرياضة المتنوعة، المقوية للأعضاء، النافعة للبدن، ومن ذلك: أنها نافعة في كثير من أوجاع البطن؛ لأنها رياضة للنفس والبدن معاً، فهي تشتمل على حركات وأوضاع مختلفة تتحرك معها أغلب المفاصل، وينغمز معها أكثر الأعضاء الباطنة، كالمعدة،، أضف إلى ذلك الطهارةَ المتكررة وما فيها من نفع، كل ذلك نفعه محسوس مشاهد لا يماري فيه إلا جاهل.
  14.  ومن ذلك ما أظهره الطب الحديث من فوائد عظيمة للصلاة، وهي أن الدماغ ينتفع انتفاعا كبيراً بالصلاة ذات الخشوع، كما قرر ذلك الأطباء في هذا العصر، وهذا دليل من الأدلة التي يتبين لنا بها سبب قوة تفكير الصحابة الكرام، وسلامة عقولهم، ونفاذ بصيرتهم، وقوة جنانهم، وصلابة عودهم.

هذا غيض من فيض من ثمرات الصلاة الدينية والدنيوية، وإلا فثمراتها لا تعد ولا تحصى، فكلما ازداد اهتمام المسلم بها ازدادت فائدته منها، والعكس بالعكس.

أيها الإخوة المؤمنون: أبَعْدَ هذه الفوائد العظيمة التي أودعها الله في الصلاة يحق لمسلم يؤمن بالله ورسوله أن يتهاون في الصلاة أو يتركها بالكلية، إن هذا لهو الجنون والسفه، نفعني الله وإياكم بهدي القرآن العظيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه تجدوه غفورا رحيما.

 

 

الخطبة الثانية

 

الحمد لله رب العالمين جعل الصلاة قرة عين للمتقين وتوعد تاركها والمتهاونين فيها بالعذاب المهين، والصلاة والسلام على من واظب بالصلاة في كل الأحوال والظروف، وربى الصحابة على هذا المنهج القويم حتى قال عمر بن الخطاب وهو في الاحتضار: لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة.

أيها الإخوة المؤمنون: الصلاة عظيمة القدر والفائدة، ولها من الأسرار والطاعات والحكم مالا يُعد ولا يُحصى، ولقد أصبح بعض المسلمين اليوم لا يهتمون بها، إما جهلاً بقدرها، أو ذهولا وغفلة عن فضلها، فنجد بعضا منهم يؤخرها عن وقتها، أو يتأخر في الذهاب إليها، وقد تشاغل عنها بحديث فارغ، أو بعمل لا طائل من ورائه، بل منهم من يصلي سنين ولم تُثمر صلاتُه ولا اتصاله بالله، ولم يسأل نفسه يوماً وهو من المصلين: لِمَ لَمْ تُحققْ له صلاتُه النجاح رغم كثرة هذه الاتصالات، فلم تأمره بمعروف ولم تنهه عن منكر، وربما لم تغير من حاله أيضا بعد عشرة سنين أو أكثر، وقد قال حذيفة: "إن العبد يشيب عارضاه في الإسلام وما قبلت منه صلاة واحدة، إما أن يكون جاهلا بأحكام الوضوء فيصلي والنجاسة عليه، أو يصلي فيُخل بصلاته فلا يُتم الركوع والسجود، فلا تصح صلاته فيكون كمن يبني على الماء".

وإذا عرفنا هذا كله فإننا إذا رأينا رجلاً يصلي ولا تُكسبه صلاتُه ثمرة من هذه الثمار الثمينة، تحتم أن نجزم أن صلاته ليست هي الصلاةَ التي أمر الله بها عباده أن يقيموها، وأنه من الذين قال تعالى فيهم: )إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً([النساء:142] وقال أيضا:)وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ([التوبة:54].

وحتى لا تكون صلاتنا عادة فلابد من مراعاة هذه الشرطية، وهي الفارق بين العادة والعبادة، شرطية الإيمان والاحتساب، مع استحضار هذه الفضائل بدافع من يقين وشوق، قال بعض السلف: "من لم يعرف ثواب الأعمال شقت عليه في جميع الأحوال".

أيها الإخوة المؤمنون: إن أعظم الناس أجراً من حفظ للصلاة طهارتها وحفظ هدي النبي e، فقد كان العلماء إذا اشتكى أحد من مرض قالوا تفقَّدْ صلاتك، وإذا اشتكى من همٍ أو اشتكى من زوجة أو اشتكى من ذنوبه قالوا تفقد صلاتك، لذلك عظم الله قدرها وأمرها، لكي يدرك الناس ما فيها من الأسرار والحكم فيقيموها على أتم وجه.

أيها الإخوة المؤمنون: إذا استعرضنا آيات الله في القرآن المرتبطة بالصلاة فسنجدها كثيرة جدا ولا يتسع المقام لاستقصائها، فمن ذلك:

  • أنها دأب الأنبياء عليهم السلام، فقد قال الله تعالى عن إسماعيل عليه السلام:)وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا(، وقال عن موسى وأخيه هارون:)وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ( وقال عن عيسى عليه السلام:)وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا( وقال عن إبراهيم عليه السلام:)رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي( وقال عن شعيب عليه السلام وعن قومه الذين كانوا يبحثون عن تأثير الصلاة في واقعهم:)قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلواتكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ(.
  • كما ربطت الآيات بين المحافظة على الصلاة والإيمان باليوم الآخر والإيمان بالقرآن:)وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ(.
  • كما ذكرت عديدٌ من الآيات القرآنية المنهج الصحيح المعتبر عند الله للصلاة، وهو الخشوع فيها والمحافظة عليها والديمومة في أدائها فقال الله تعالى: )الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ(، وقال:)وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ( وقال:)الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ(.
  • كما ذكرت الآيات أن من أسباب دخول النار والخلود فيها تركَ الصلاة والتهاون فيها:)مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ(.
  • كما صرحت الآيات أن من شأن المؤمن الابتعادَ عن كل ما يلهيه عن الصلاة وأدائها، فقال تعالى:)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُون(.
  • كما خصص الله نداء لنساء النبيء ومن ورائهن كلُّ المؤمنات بإقامة الصلاة فقال تعالى:)يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا(.
  • كما ذكر الله أن الذين ينتفعون بالإنذارات والمواعظ هم المقيمون للصلاة، فقال تعالى:)إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ(.
  • كما أشار الله تعالى في عديد الآيات إلى الارتباط بين إقام الصلاة والإنفاق في وجوه الخير، وأن المقيمين للصلاة هم الذين يبتعدون عن مرض الشح والبخل، فقال تعالى:)إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُور(، وقال:)وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُون(.

هذه هي الصلاة التي عرضها الله سبحانه وتعالى في كتابه ووضحها الرسول الكريم e في سنته، وهذه هي ثمراتها التي يجنيها من حافظ عليها، وعليك أيها المسلم أن تختار لنفسك ما دامت لك فرصة الاختيار، قال تعالى:)يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ(.

أَسْأَلُ اللهَ تعالى أن يجعلنا ممن يقيمون الصلاة، ويعرفون قدرها وشأنها، وأن لا يجعلنا ممن قال الله تعالى فيهم: )فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا(.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، وصلاة تامة قائمة يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.

اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا واهد شبابنا وخذ بأيديهم لما فيه عزهم وعز أمتهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.

اللَّهُمَّ رَبَّنَا أسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.

اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.

إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، إن الله وملائكته يصلون على النبيء يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما، فصلوات ربي وسلامه على حبيبه وصفيه محمد r وعلى آله وأصحابه سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

الأستاذ: بورورو إبراهيم بن عمر.

الجمعة 05 محرم 1438 هـ/ 07 أكتوبر 2016.

 

لايوجد تعليقات

أضف تعليقا للموضوع : حافظ على صلاتك